كما أن للتاريخ أحكامه، فإن له منطقه الذي يفضح المتواطئين ضد أمتهم، وعلي وقع محاكمة الفرعون الأخير .. حسني مبارك .. ما أحوجنا إلي الالتفات قليلاً إلي التاريخ واسترجاع الأحداث لنعرف جيداً كيف حاول مبارك ونظامه تقزيم مصر وتفريغها من عوامل قوتها .
ولن نضيف جديداً إذا أكدنا حقيقة واضحة مفادها أن جرائم مبارك ونظامه علي مدي ثلاثين عاماً يصعب إحصاؤها ما بين : جرائم الفساد والإفساد، والزواج الحرام ما بين السلطة والمال، واختطاف مصر لصالح مشروع التوريث، فضلاً عن التزوير الفاضح للانتخابات، وحملات الاعتقالات المستمرة لكل من قال ' لا ' في وجه هذا النظام الفاسد، وكذلك انتشار الأمراض الخطيرة كالسرطان والفشل الكلوي والكبدي بفعل المبيدات المسرطنة . غير أن زلزال ثورة 25 من يناير الذي ضرب مبارك ونظامه كان قاسياً علي كل حلفائه في الغرب، ولكنه كان أشد قسوةً علي دولة الكيان الصهيوني ' إسرائيل ' ، التي وصف قادتها ووسائل إعلامها مبارك بأنه ' الحليف الاستراتيجي ' لهم !! ، وهو الأمر الذي لو حوكم مبارك ونظامه بشأنه فقط ـ بعيداً عن بقية جرائمه المشار إليها آنفاً ـ لاستحق الوصول إلي ' مشنقة التاريخ ' أكثر من ألف مرة، فمن يبيع الأمة لأعدائها لا يستحق أقل من ذلك .
وتجدر الإشارة إلي أنه لا يمكن فصل العلاقات المصرية الإسرائيلية عن العلاقات المصرية ' الرسمية ' مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك منذ أن وضع أنور السادات مصر علي ' حِجْر ' أمريكا منذ منتصف السبعينيات الميلادية من القرن العشرين علي اعتبار أن في يد أمريكا ' 99 . 9٪ ' من أوراق اللعبة في الشرق الأوسط، وما تبع ذلك من زيارته للقدس وتوقيع اتفاقية السلام ' كامب ديفيد ' مع دولة الكيان الصهيوني في أواخر السبعينيات . وقد كان نائب الرئيس حسني مبارك آنذاك شاهداً وربما مشاركاً في رهانات أستاذه أنور السادات الجديدة والمتناقضة كليةً مع خيارات مصر الناصرية القائمة علي الاستقلال السياسي والتنمية المستقلة .
ولكن مبارك حين آلت إليه سدة الحكم في أعقاب اغتيال السادات في 6 من أكتوبر 1981م، لم يحد عن خط سلفه سواء في التبعية المطلقة لأمريكا، أو في مصادقة ' إسرائيل ' التي اعتبرته حليفاً استراتيجياً ' لا يمكن الاستغناء عنه '!! ،والدليل نقرؤه في تلك المشاهد التالية :
' 1 '
كان وقع بركان ثورة 25 ينايرعلي رأس الإسرائيليين كالزلزال الذي انفجر فجأة ولا يعرف أحد مداه،فكان التوجس والترقب لأحداث الثورة ولموقف حليفهم ' مبارك ' هما سيدا الموقف في عقلية قادة ووسائل الإعلام الإسرائيلية، ففي منتصف ليلة السبت 29 من يناير وتحت عنوان : ' من المبكر أن نخسر مبارك ' ، افتتحت القناة العاشرة الإسرائيلية أحد تقاريرها حيث قال المحللون السياسيون الإسرائيليون الذين شاركوا بإعداد التقرير وعلي رأسهم ' الون بن دود ': ' ما يأتينا من صور من القاهرة مخيف للغاية، لأول مرة منذ سنوات طويلة نشعر أن نظام مبارك آيل للانهيار بسبب الضغط الشعبي، هذه أول مرة ينزل فيها الجيش إلي الشارع في مصر، وليس في القاهرة فحسب، إنما في أغلبية المدن والمحافظات ' وأضاف التقرير نقلاً عن المحللين : ' علينا أخذ الحذر الشديد ونخشي علي سقوط نظام مبارك '. وفي 31 من يناير كان العنوان الرئيس علي الصفحة الأولي لصحيفة ' هاآرتس ' أهم الصحف الصهيونية بالنص : ' إسرائيل تحث العالم علي وقف انتقاد مبارك وسط التوترات في مصر ـ الحكومة تسعي لإقناع حلفائها بأنه مصلحة للغرب الحفاظ علي استقرار النظام المصري .
وطوال أيام الثورة الثمانية عشر، كان الإسرائيليون يراقبون الأوضاع عن كثب فـ ' حليفهم الاستراتيجي ' في خطر داهم والقادم هو ' المجهول بعينه '!!. ولم تفوت الصحافة الإسرائيلية الفرصة إذ هاجمت الولايات المتحدة بشدة لما اعتبرته تخلياً عن حليفها ' مبارك ' ومطالبته بالتنحي علي خلفية أحداث الثورة، فقد قالت صحيفة ' يديعوت أحرونوت ' في التاسع من فبراير : إذا كان هناك من يبحث عن إثبات علي عدم تفهم الأمريكيين للشرق الأوسط، فقد حصل مؤخراً علي هذا الإثبات، فلو دافع ' أوباما ' عن المتظاهرين في طهران في عام 2009م بمستوي دفاعه نفسه عن المتظاهرين في مصر، لسقط النظام الايراني، لكن الآن قد يسقط نظام مبارك . وأضافت الصحيفة : التصريحات التي أدلي بها مسئولون أمريكيون شكلت إهانةً لمبارك .
وفي أعقاب تنحي مبارك عن الحكم في 11 من فبراير، بلغ الخوف في إسرائيل مداه، مما حدا برئيس الوزراء الصهيوني ' بنيامين نتنياهو ' أن يطلق في 14 فبراير تصريحات مفادها أن ' زلزالاً يحدث في الشرق الاوسط في وقت كانت فيه إسرائيل تنعم براحة البال والاستقرار طوال فتره حكم مبارك خاصةً في السنوات الاخيرة '.
كما خيَّم التشاؤم علي السفيرالإسرائيلي السابق لدي القاهرة ' تسيفي مزائيل ' فورَ سماعه عن تنحي مبارك الدراماتيكي حيث صرّح لصحيفة ' يديعوت أحرونوت ' ، قائلاً : ' طالما كان لدينا مبارك، لم يكن هناك فراغ في علاقاتنا بالمنطقة . ' أمَا وقد رحل ' فنحن الآن في ورطة كبري '. وأضاف مزائيل : ' لديَّ العديد من الأسباب التي تدعوني للقلق؛ فمن وجهة نظر استراتيجية، تُواجِه إسرائيل الآن وضعًا عدائيًا، ولم يتبقّ أحد هناك ' يقصد مصر ' ، ليقود هذا البلد البراجماتِي المعتدل'؟ !!.
' 2 '
كان المشهد مثيراً : في يوم 17 من مارس وفي ظل الزخم الذي كان لا يزال يصاحب الثورة وبعد أربعة وثلاثين يوماً فقط من تنحي مبارك، قامت الصحف الإسرائيلية بتغطية موسعة لقيام جامعة بن جوريون، أكبر وأقدم الجامعات الرسمية في إسرائيل، بتنظيم احتفالية تكريم للرئيسين المصريين أنور السادات وحسني مبارك، حيث أشادت الجامعة بأن عصريهما شهدا استقراراً للمنطقة، وحظيا بعلاقات ' ودية واستراتيجية ' بين مصر وإسرئيل في عهد السادات، وتحولت علاقات البلدين إلي علاقة ' ود وصداقة ' في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك .
وقد أشار الإعلام الصهيوني إلي أن إسرائيل بشكل عام وجامعة بن جوريون بشكل خاص، يحملان اعتزازاً تجاه الرئيسين السادات ومبارك، لأنهما دعما السلام مع إسرائيل، وقاما بزيارة إلي جامعة بن جوريون، خلال الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الراحل أنور السادات إلي القدس، والتي كان يرافقه فيها حسني مبارك، بحضور رئيس وزراء إسرائيل السابق ' مناحم بيجن '.
والغريب أن هذه الاحتفالية التي شهدتها جامعة بن جوريون لتكريم السادات ومبارك قد حضرها ممثلو مصر الدبلوماسيون في إسرائيل وعلي رأسهم : قنصل مصر العام في إيلات !! كما حضرها بالطبع بعض الأكاديميين والسياسيين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم البروفيسور ' يوسي أميتي ' الذي أدار ندوة خاصة عن مستقبل مصر بعد ثورة 25 يناير، والمخاطر التي من الممكن أن تؤثر أو تهدد العلاقات بين مصر وإسرائيل، وبخاصة فيما يتعلق بمعاهدة السلام بين البلدين .
' 3 '
بعد أن أصدر النائب العام المستشار د . عبدالمجيد محمود صباح يوم ٣١ من أبريل قراراً بحبس حسني مبارك ٥١ يوماً علي ذمة التحقيق في التهم المنسوبة إليه من قتل المتظاهرين وعمليات الكسب غير المشروع وغيرها، أعلن السفاح ' بنيامين بن اليعازر ' قاتل الأسري المصريين في حرب 1967م ووزير الدفاع والصناعة الإسرائيلي الأسبق، وهو أحد أصدقاء مبارك، أنه كان يتابع الأوضاع في مصر مع الرئيس المخلوع منذ أول يوم من الثورة المصرية، وأنه حذر مبارك من ثورة المصريين عليه، فرد عليه مبارك بالعبارة الشهيرة التي رددها مع رجال النظام السابق قبل الثورة قائلاً : ' مصر ليست تونس '!!.
وقد استمر التعاطف الإسرائيلي مع مبارك بشكل منهجي وصل أحياناً إلي درجة الاستفزاز مثلما حدث في 3 من شهر مايو حين نشرت وسائل الإعلام خبراً عن قيام إسرائيل بإرسال ' بوكيه ورد ' لمبارك بمناسبة عيد ميلاده الذي قضاه هذا العام وهو محبوس احتياطياً علي ذمة قضايا قتل المتظاهرين من ثوار 25 يناير !!.
وتواصل مسلسل الاستفزاز الإسرائيلي خلال شهر مايو أيضاً حين طالعتنا الصحف المصرية في يوم 24 من ذلك الشهر بإعلان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رفض الأزهر مبادرة ' عوفاديا يوسف ' حاخام ' إسرائيل ' الأكبر ورئيس مجلس حكماء التوراة اليهودية والزعيم الروحي لحركة ' شاس ' المتطرفة، للعفو عن الرئيس المخلوع حسني مبارك .. وأكد شيخ الأزهر رفضه استقبال أي طرف إسرائيلي، أو الإقرار له بالحق في إصدار فتوي تخص الشأن المصري . وشدد الطيب علي أن لمصر قضاء نثق في شرفه ونزاهته واستقلاله التام، موضحاً أن الأزهر الشريف ليس له أي تدخل في القضايا المنظورة أمام القضاء .
ثم جاءت ثالثة الأسافي في يوم 5 من يونيه حين طالب الحاخام ' عوفاديا يوسف ' نفسه في فتوي رسمية الموساد بالوقوف بجانب الرئيس المخلوع حسني مبارك،حيث قال الحاخام في رسالته للموساد بالنص : ' إنني أعلن بإيمان لا يتزعزع بين أسباط اليهود أنه طبقاً للمعروف لي وطبقاً للشريعة اليهودية لشعب إسرائيل بخصوص كيفية القيام بواجبنا لرد الجميل لصديق الشعب اليهودي ودولة إسرائيل المخلص حسني مبارك، فإنه يجب علينا جميعاً عمل كل ما بوسعنا للوقوف بجانبه في آخر أيامه '. وأضاف عوفاديا يوسف : ' وفي هذه المناسبة أرسل إليكم في الموساد ببركاتي علي قيامكم بتخليد اسمه بالصورة اللائقة وعلي مساهمتكم في الحفاظ علي اسمه في إسرائيل حتي لا يُنسي '!!!.
وجدير بالذكر أن الحاخام ' عوفاديا يوسف '- وهو بالمناسبة الزعيم الروحي لحركة ' شاس ' الإسرائيلية المتطرفة - كان واحداً من أصدقاء الرئيس المخلوع . حيث كان مبارك قد أرسل لـ ' عوفاديا ' رسالة في شهر يوليو 2010م - بحسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية - يطمئنه فيها علي صحته بعد العملية الجراحية التي أجراها في ألمانيا !!.
وعلي ذكر الحاخامات، لا يجب أن ننسي أن عهد مبارك شهد سابقة تاريخية مزلزلة حين دنس ' إسرائيل لاو ' - حاخام إسرائيل الأكبر آنذاك - حرمة الأزهر الشريف في عام 1997م حين استقبله بالمشيخة د.محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل !!
' 4 '
في الاحتفال بعيد القوات البحرية عام 2003م،قال مبارك بالنص : ' إن المواطن العربي ليس بينه وبين المواطن الإسرائيلي البريء أي ضغائن !!'. ووفقاً لما جاء في كتاب د.عبد الحليم قنديل ' ضد الرئيس ' ،اعترف المخلوع في أحاديثه لوسائل الإعلام الأمريكية بأن مصر ضغطت علي عرفات لاعتقال قتلة الوزير الإسرائيلي ' رحبعام زئيفي ' ، وأنها ـ أي مصر الرسمية ـ قدمت لأمريكا معلومات مخابراتية لا تقدر بثمن !!.
ولم يكد عام 2004م ينتهي، إلا وفاجأنا مبارك بـ ' كامب ديفيد جديدة ' وهي الاتفاقية المشئومة المسماة بـ ' الكويز ' ، ففي 14 من ديسمبر وقعت مصر بروتوكولاً مع إسرائيل والولايات المتحدة يسمح للمنتجات المصرية بالدخول إلي الأسواق الأمريكية دون جمارك أو حصص محددة شريطة ألا يتجاوز المكون الإسرائيلي في هذه المنتجات '٧.١١ ٪ '.. تم تخفيض هذه النسبة الي' ٥.٠١ ٪ ' في عام 2007م .. والهدف الرئيس من ' الكويز ' كان دمج مصر في ' شرق أوسط جديد ' يجري صهره بنار السلاح الأمريكي تحت القيادة الإسرائيلية،وكذلك فتح باب التطبيع الاقتصادي علي مصراعيه مع العدو الصهيوني، وهو ما يسهم في ضياع الحقوق العربية .
ثم جاء عام 2005م ليحمل أخطر عطايا مبارك ونظامه لـ ' الصديق الإسرائيلي ' ألا وهي توقيع اتفاقية تصدير الغاز المصري للدولة العبرية، والتي تنص علي تصدير ' ٧.١' مليار متر مكعب سنوياً من الغاز المصري لمدة 20 عاماً، بثمن يتراوح ما بين '٠٧' سنتاً و' ٥.١' دولار للمليون وحدة حرارية، بينما يصل سعر التكلفة العالمية إلي '٥٦.٢' دولار، كما حصلت شركة الغاز الإسرائيلية علي إعفاء ضريبي من الحكومة المصرية مدة 3 سنوات من عام 2005 إلي عام 2008 . وقد تمت هذه الصفقة برعاية مباشرة من ' الوريث الذي كان محتملاً !!.. جمال مبارك ' ، فضلاً عن رجل الأعمال الهارب حسين سالم الذي قال عنه أحد سفراء الكيان الصهيوني إنه الداعم الأول للاقتصاد ' الإسرائيلي ' وهو الملقب أيضاً بكاتم أسرار الرئيس المخلوع نظراً للعلاقة الوطيدة التي ربطتهما معاً منذ سنوات طويلة !!.
' 5 '
في صيف عام ٦٠٠٢ م، برهن مبارك علي عمق صداقته لإسرائيل وذلك خلال الحرب الظالمة التي شنتها علي لبنان وعلي حزب الله،حيث قدم مبارك العديد من النصائح للإسرائيليين للتخلص من زعيم الحزب السيد حسن نصرالله .. ولم يقتصر دوره علي تقديم النصائح المجانية بل أٌسندت له مهمة غير تقليدية أثناء العدوان علي لبنان ـ باعتباره من أكبر تجار السلاح في المنطقة ـ حيث عُهد إليه آنذاك بتزويد الجيش اللبناني والمناوئين لحزب الله في لبنان بالسلاح لإحداث ' توازن قوة ' في هذا البلد المهم وعدم ترجيح كفة حزب الله عسكرياً !!.
وقبيل الحرب القذرة التي شنتها إسرائيل علي غزة في عام 2008م، زارت ' سيبي ليفني ' وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنئذٍ مصر يوم 25 من ديسمبر حيث التقت بمبارك .. والذي أهانته ' ليفني ' قبيل أشهر من تلك الزيارة، ووجهت له اللوم والتأنيب في جلسة شهيرة للكنيست الإسرائيلي ووصفت عمله في غلق ' أنفاق غزة ' بألفاظ جارحة لرجل في ضعف عمرها أقلها الوصف بـ ' الرداءة ' ،، لكن مبارك ابتلع الإهانة كالعادة، ودعا ' ليفني ' للقاء خرجت منه مبتسمة بينما وزير خارجية مبارك وقتها ' أحمد أبو الغيط ' يسندها خشية التعثر علي بلاط القصر الرئاسي !!.
وفي تلك الزيارة هددت ' ليفني ' من مصر ـ وبكل صلف وغطرسة ـ بإسكات الصواريخ التي تنطلق من غزة، و صرّحت بأن دور حماس في السيطرة علي غزة سينتهي قريباً، ولم يمر يومان إلا وبدأت إسرائيل بشن حربها التدميرية القذرة علي غزة ' يذكرنا ذلك الموقف باللقاء الذي حدث في 4 يونيه ١٨٩١ م بشرم الشيخ بين السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها ' مناحم بيجين ' ، وبعد يومين فقط قامت إسرائيل بقصف المفاعل النووي العراقي قرب بغداد !!'.
وقد استمرت الحرب الإسرائيلية الضارية علي غزة عدة أسابيع في تأكيد جديد علي ' إرهاب الدولة ' الذي تمارسه الدولة الصهيونية منذ اغتصابها لأرضنا العربية في عام 1947م . والمثير أن نظام مبارك قد أسهم بقوة في زيادة مأساة أهلنا في غزة بإحكام الحصار علي القطاع بينما العدو الصهيوني يمارس مجازره اليومية التي نتج عنها مئات الضحايا وآلاف المصابين، وهو الموقف الذي أشعل نيران الغضب العربية والإسلامية تجاه نظام مبارك ' الحليف الاستراتيجي ' لإسرائيل !!.