هي قصيدة المنفرجة لإبن النحوي رحمه الله ... من شعراء أندلسنا المفقود وقد اقتطفت بعضا منها
إشتدي أزمة تنفرجي = قد آذن ليلك بالبلجِ
وظلام الليل له سُرُجٌ = حتى يغشاه أبو السرجِ
وسحاب الخير له مطرٌ = فإذا جاء الإبانُ تجي
وفوائد مولانا جُمُلٌ = لسروج الأنفسِ والمهجِ
ولها أرج محي أبدا = فاقصد محيا ذاك الأرجِ
والخلق جميعا في يد = فذوو سعة وذوو حرجِ
ونزولهم .. وطلوعهم = فإلي دركٌ وعلى درجِ
ومعايشهم .. وعواقبهم = ليست في المشي على عوجِ
حِكَمٌ نُسِجَت بيدي حُكِمَتْ = ثم انتسجت بالمنتسجِ
فإذا اقتصدت ثم انعرجت = فبمقتصدٍ وبمنعرجِ
شهدت بعجائبها حججٌ = قامت بالأمر على الحججِ
ورضا بقضاء الله حجا = فعلى مركوزته فعجِ
وإذا انفتحت أبواب هدى = فاعجل بخزائنها ولجِ
واتلو القرآن بقلب ذو حزنٍ = وبصوتٍ فيه شجي
وصلاة الليل مسافاتها = فاذهب بها بالفهم وجي
وتأملها ومعانيها = تأت الفردوس وتفترجِ
واشرب تسنيم مفجرها = لا ممتزجا وبمتزجِ
وكتاب الله رياضته = لعقول الخلق بمندرجِ
والرفق يدوم لصاحبه = والخرق يصير إلى الهرجِ
صلوات الله على المهدي = الهادي الناس إلى النهجِ
وأبي بكر في سيرته = ولسان مقالته اللهجِ
وأبي حفص وكرامته = وفي قصته سارية الخلجِ
وأبي عمرٍ ذي النورين = المستحي .. المستحي البهجِ
وأبي حسنٍ في العلم إذا = وافى بسحائبه الخلجِ
وعلى السبطين وأمهما = وجميع الآلِ بهم فلجِ
وعلى الحسنين وأمهما = وجميع الآلِ بهم فلجِ
وعلى الأصحاب بجملتهم = بذلوا الأموال مع المهجِ
وعلى أتباعهم العلماء = بعوارف دينهم البهجِ
وأختم عملي بخواتمهم = لأكون غدآ في الحشر نجي
يا رب بهم وبآلهم = عجل بالنصر وبالفرجِ