أصدقائى، لقد وصلنا إلى نهاية رحلة طويلة، رحلة من المنافسة الانتخابية الشاقة. لقد قال الشعب المصرى العظيم كلمته، ولقد قالها بوضوح، وعلينا أن نحترمها. منذ بضع دقائق، كان لى شرف الاتصال بالسيد فلان الفلانى الفائز بالانتخابات الرئاسية لتهنئته بالفوز بشرف خدمة الشعب المصرى فى موقع الرئيس. إن فوز السيد فلان الفلانى بمنصب رئيس الجمهورية يأتى انعكاساً لجهده الكبير الذى بذله هو وزملاؤه أثناء فترة الدعاية الانتخابية وقبلها. لقد نجح السيد فلان الفلانى فى أن يبعث الأمل فى صدور الملايين من المصريين الذين وضعوا ثقتهم فيه وفى فريق عمله.
هذه انتخابات تاريخية، وأنا أدرك مغزاها بالنسبة للشعب المصرى العظيم، الذى صبر وثابر من أجل تلك اللحظة التاريخية التى يختار فيه أبناء مصر أحد أبنائهم البررة كى يكون رئيسهم.
يحق لنا نحن المصريين أن نسعد بما أنجزه الأحياء من أبناء هذا الجيل بعد أن نجحوا بعد تحرير الوطن فى عام 1952، وتحرير الأرض فى عام 1973، أن يحرروا المواطن ويجعلوا منه السيد فى وطنه بعد أن كان خادماً لمن يحكمه بفضل الله، الذى قبل أبناءنا الذين استشهدوا منذ أن قامت الثورة المجيدة عنده فى الصالحين.
هذا يوم نجسد فيه المعانى العظيمة التى حاول أجدادنا مخلصين أن يبلغوها، ولكنهم أخفقوا فى أن يحققوها. هذا يوم يصدق فيه قول جدنا أحمد عرابى حين قال: «والله الذى لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم».
وهذا يوم يصدق فيه قول جدنا مصطفى كامل: «إن من يتهاون فى حق من حقوق دينه وأمته ولو مرة واحدة، يعش أبد الدهر مزلزل العقيدة سقيم الوجدان».
وهذا يوم يصدق فيه قول جدنا سعد زغلول: «الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة».
وهذا يوم يصدق فيه قول جدنا جمال عبدالناصر: «إن الخائفين لا يصنعون الحرية، والضعفاء لا يخلقون الكرامة، والمترددين لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء».
السيد، فلان الفلانى، رئيس جمهورية مصر العربية الجديد، أرسل إليك تهنئتى وتهنئة كل المخلصين من أبناء الوطن الذين صوتوا لك فى الانتخابات الماضية. أنت الآن رئيسنا، ونحن سنعمل فى خدمة وطننا تحت قيادتك فى حدود الدستور والقانون. هذا يوم سنقف فيه جميعاً، كباراً وصغاراً، نساء ورجالاً، أغنياء وفقراء، أمام لحظة ترجمة حبنا لوطننا إلى عمل من أجله.
سيادة الرئيس، نحن جنود مصر فى مصانعها وحقولها وحدودها ودور العلم والعبادة فيها، يسعدنا أن نعمل لها تحت قيادتك: إن أحسنت سنكون معك بل وسابقين عليك فى التضحية من أجل الوطن، وإن أسأت، فلنا فى الوسائل السلمية الشرعية فرص لنرد المخطئ إن أخطأ.
إننى أقف أمام الأمة المصرية اليوم كى أحث جميع المصريين الذين ساندونى إلى الانضمام لى فى تهنئة رئيسنا الجديد، ليس فقط التهنئة، ولكن نقدم له وعدنا بالعمل معه بكل جد واجتهاد من أجل رفعة وطننا ومن أجل إيجاد الحلول الوسط الضرورية لتجسير الخلافات والمساعدة على استعادة ازدهارنا، والدفاع عن أمننا فى عالم خطر، ونترك لأطفالنا وأحفادنا مصر أقوى وأفضل منها حين ورثناها.
مهما كانت الاختلافات بيننا، نحن أبناء وطن واحد قوى بوحدته، ضعيف بتمزقه، قادر على النظر إلى المستقبل دون أن يعيش أسيراً للماضى.
بورك شعب مصر، ورحم الله شهداء تحرير الوطن والأرض والمواطن