[color=#000000]
هل كل ما في هذه القصه صحيحه ...؟؟؟ ذكر التوابين من الملائكة عليهم السلام ـ قصة هاروت و ماروت
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن النقور رحمه الله ، أنبأ
الأمين أبو طالب عبد القادر بن محمد اليوسفي ، أنبأ ابن المذهب ، أنبأ أبو
بكر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد ، ثنا أبي رحمه الله ، ثنا يحيى ابن
أبي بكير ثنا زهير بن محمد ، عن موسى بن جبير ، عن نافع ، عن عبد الله بن
عمر أنه سمع نبي الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة : أي ربنا :
أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك ؟ قال :
إني أعلم ما لا تعلمون . قالوا : ربنا ! نحن أطوع لك من بني آدم . قال
الله تعالى للملائكة : هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض
فتنظروا كيف يعملان . قالوا : ربنا ! هاروت و ماروت . فأهبطا إلى الأرض و
مثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر ، فجاءتهما ، فسألاها نفسها ، قالت :
لا و الله ! حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك .
فقالا : لا و الله ! لا نشرك بالله شيئاً أبداً . فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي
تحمله ، فسألاها نفسها ، فقالت : لا و الله ! حتى تقتلا هذا الصبي ، فقالا
: لا و الله ! لا نقتله أبداً ، فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله ، فسألاها
نفسها ، فقالت : لا و الله ! حتى تشربا هذا الخمر ، فشربا حتى سكرا ، فوقعا
عليها و قتلا الصبي . فلما أفاقا ، قالت المرأة : و الله ما تركتما شيئاً
مما أبيتماه إلا فعلتماه حين سكرتما ، فخيرا بين عذاب الدنيا و الآخرة ،
فاختارا عذاب الدنيا .
أخبرنا أبو العباس أحمد بن المبارك بن سعد ، أنا جدي لأمي أبو المعالي ثابت
بن بندار ، أنا أبو علي بن دوما ، أنا أبو علي الباقرحي أنا الحسن بن
علويه ، أنا إسماعيل ، أنا إسحاق بن بشر ، عن جويبر عن الضحاك عن مكحول عن
معاذ ، قال :
لما أن أفاقا جاءهما جبريل عليه السلام من عند الله عز و جل و هما يبكيان ،
فبكى معهما و قال لهما : ما هذه البلية التي أجحف بكما بلاؤها و شقاؤها ؟
فبكيا إليه ، فقال لهما : إن ربكما يخيركما بين عذاب الدنيا و أن تكونا
عنده في الآخرة في مشيئته ، إن شاء عذبكما ، و إن شاء رحمكما ، و إن شئتما
عذاب الآخرة . فعلما أن الدنيا منقطعة
و أن الآخرة دائمة ، و أن الله بعباده رؤوف رحيم . فاختارا عذاب الدنيا و
أن يكونا في المشيئة عند الله . قال : فهما ببابل فاسر معلقين بين جبلين في
غار تحت الأرض ، يعذبان كل يوم طر في النهار إلى الصيحة . و لما رأت ذلك
الملائكة خفقت بأجنحتها في البيت ، ثم قالوا : اللهم اغفر لولد آدم ، عجباً
كيف يعبدون الله و يطيعونه على ما لهم من الشهوات و اللذات !
و قال الكلبي : فاستغفرت الملائكة بعد ذلك لولد آدم ، فذلك قوله سبحانه : و الملائكة يسبحون بحمد ربهم و يستغفرون لمن في الأرض .
و روي عن ابن عباس أن الله تعالى قال للملائكة : انتخبوا ثلاثة من أفاضلكم ،
فانتخبوا عزرا و عزرايل و عزويا . فكانوا إذا هبطوا إلى الأرض كانوا في حد
بني آدم و طبائعهم . فلما رأى ذلك عزرا و عرف الفتنة ، علم أن لا طاقة له .
فاستغفر ربه عز و جل و استقاله فأقاله . فروي أنه لم يرفع رأسه بعد حياء
من الله تعالى .
قال الربيع بن أنس : لما ذهب عن هاروت و ماروت السكر عرفا ما وقعا فيه من
الخطيئة و ندما ، و أرادا أن يصعدا إلى السماء فلم يستطيعا و لم يؤذن لهما .
فبكيا بكاء طويلاً و ضاقا ذرعاً بأمرهما . ثم أتيا إدريس عليه السلام و
قالا له : ادع لنا ربك فإنا سمعنا بك تذكر بخير في السماء . فدعا لهما
فاستجيب له ، و خيرا بين عذاب الدنيا و الآخرة .
و روي أن الملائكة ، لما قالوا لله تبارك و تعالى : أتجعل فيها من يفسد
فيها و يسفك الدماء ، طافوا حول العرش أربعة آلاف عام يعتذرون إلى الله عز و
جل من اعتراضهم .
جزاك الله كل خير ..
الجواب:
هذا باطل ولا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هي من أخبار بني إسرائيل مما كان يقصه كعب الأحبار .
ولذا لما ذَكَر ابن كثير هذه القصص ، وذكر أن ابن عمر رضي الله عنهما رواها
عن كعب الأحبار قال : فهذا أصح وأثبت إلى عبد الله بن عمر من الإسنادين
المتقدمين ، وسالم أثبت في أبيه من مولاه نافع ، فَدَار الحديث ورجع إلى
نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل ، والله أعلم . اهـ .
فالصحيح أن هذه القصة باطلة ولا تصح .
والله تعالى أعلم