بداية انا لااجد من كلمات العزاء التي أعزي بها نفسي والشعب المصري غير حسبنا الله ونعم الوكيل .
لكن للحكم الذي كان بمثابة ضربة موجعة أخرى من النظام السابق له أثار رهيبة سياسياً وأجتماعياً وأقتصادياً…
فمن الناحية السياسية يا سادتي بموجب هذا الحكم لن
يسلم حسين سالم إلي مصر ومعاقبته بكل جرائمه ما دام أن القضاء المصري قد
برأه فما حاجة الدول الأوربية ان تسلم هذا الرجل وخاصة وأنه يوجد غداً طعن
مقدم امام محكمة أسبانيا من حسين سالم علي قرار تسليمه لمصر وهذا الطعن
محدد له جلسة الغد ومحاكم الغرب لا يحكمها الهوى كمصر فحتما سيقبل طعنه ولن
يسلم لمصر …هذا من الناحية السياسية…
أما من الناحية الأقتصادية.. وهو الذي نعول عليه فهو
عدم عودة أموال مصر المهربة للخارج فما دام القضاء المصري قد برأ المتهممون
فلن تلتزم الدول الخارجية بالتعاون وعودة الأموال المهربة إليها وخاصة بعد
حكم محكمة القرن والعار وخاصة وان هذه الجرائم قد مر عليها عشر سنوات فهي
تسقط بمضي المدة القانونية مما يعني معه عدم تجريم هذه الأموال فى الوقت
الراهن فما الداعي ان ترجعها الدول الغربية وهى الدول العملية مما يعني معه
ضياع كل اموال مصرالمهربة بالخارج بفضل حكم أحمد رفعت ..هذا من الناحية
الأقتصادية .
أما من الناحية الأجتماعية ناهيك عن ضياع حقوق
الشهداء و القهر والعذاب واليأس والكبت والأكتئاب المصري والأحتقان المصري
فإن هذا الحكم جاء معيباً ناصراً للظلم غير مؤسس قانوناً فهو أدان مبارك
بتحريض قتل المتظاهرين وحبيب العادلي بمساعدة التحريض ولم يقدم الفاعل
الأساسي للجريمة وهو ما يعد معه أن محكمة النقض ستقبل طعن النقض لمبارك
والعادلي ليحاكموا أمام دائرة أخرى لتقضي ببراءتهما لأن أسباب إدانة أحمد
رفعت هي فى حقيقتها أسباب البراءة لمبارك والعادلي.
وهي فى الحقيقة مسرحية اتضحت حقيقتها علي وجوه
المتهمين جميعاً الذين لم يفاجئوا بالحكم وكأنهم يعرفونه منذ مائة يوم
بإتفاق مسبق وهذا أيضاً يعني معه أن المتهمين الستة الذين حصلوا علي
البراءة من حقهم قانوناً إستلام العمل من صباح باكر وهذا حق كفله لهم
القانون ….
ناهيك عن جمال مبارك وعلاء الذين أخرجوا هم ومحكمة القرن للشعب المصري كله لسانهم غير عابئين بشهداءنا…
ويبقى السؤال هل ستسكمل باقي فصول المسرحية بأنتخابات
رئاسية صورية لتسلم لأحمد شفيق ؟ أم ان الشعب المصري سينتفض من جديد ليعيد
ترتيب اوراقه ؟
كل الأحتمالات واردة ولا نملك إلا الدعاء لمصر